رسالة المديرة الإقليمية بمناسبة شهر رمضان الفضيل
71 views
0

 Published On Mar 12, 2024

السلام عليكم جميعًا ورحمة الله وبركاته،

يستقبلُ مِئاتُ الملايينِ منَ المسلمينَ في إقليمِنا وفي جميعِ أنحاءِ العالَمِ شهرَ رمضانَ المبارَكِ.
ويُعدُّ هذا الشهرُ الفضيلُ موسِمًا للسموِّ الرُّوحيِّ وتجديدِ الإيمانِ، ويسعى فيه المسلمونَ إلى تهذيبِ النفسِ، والتأمُّلِ والتفكُّرِ في الذاتِ، وزيادةِ التقرُّبِ إلى اللهِ سبحانَه وتعالى.

ويَرمُزُ الصيامُ مِن طلوعِ الفجرِ حتى غروبِ الشمسِ إلى الطاعةِ والتضحيةِ، والتعاطفِ مع الفقراءِ والمحتاجينَ.
فالصيامُ عنِ الطعامِ والشرابِ، وغيرِهِما منَ الِاحتياجاتِ الجسديةِ طُوالَ ساعاتِ النهارِ، يمنحُ المسلمَ شعورًا أعمقَ بالرحمةِ والتعاطُفِ مع مَنْ يعانونَ الحرمانَ والجوعَ.

ويَحرِصُ المسلمون في هذا الشهرِ الفضيلِ على زيادةِ مشاركتِهم في أعمالِ الخيرِ، لمساعدةِ المحتاجينَ وتعزيزِ رُوحِ الجماعةِ والتضامُنِ.

وطوالَ هذا الشهرِ الكريمِ، يرفعُ المسلمون في جميعِ أنحاءِ العالَمِ أَكُفَّهم بالدعاءِ بأنْ يُنعِمَ اللهُ عليهم وعلى البشريةِ جمعاءَ بالسِّلْم والسلامِ.

والمغزى الحقيقيُّ لشهرِ رمضانَ يكتسبُ أهميةً إضافيةً في ظلِّ الأوضاعِ الحاليةِ، وما يَشهَدُه إقليمُنا مِن صراعٍ وانعدامٍ للأمنِ على نطاقٍ واسعٍ.

فلا يزالُ النزوحُ والفقرُ والجوعُ والمرضُ يُلقِي بظلالِه القاتمةِ على حياةِ ملايينِ الناسِ في شتَّى أنحاءِ إقليمِنا.
ولن يكونَ شهرُ رمضانَ للكثيرينَ فرصةً للتفكُّرِ والتأملِ وتجديدِ الإيمانِ، بل سيكونُ كفاحًا من أجلِ البقاء.
وكثيرٌ منَ الأهوالِ التي يواجِهُها الناسُ في إقليمِنا اليومَ ناجمٌ عنِ الحربِ، أيْ عنْ كارثةٍ من صُنعِ الإنسانِ تتسببُ في تغييرِ حياةِ البشرِ إلى الأبدِ، ويدفعُ ثمنَها في نهايةِ المطافِ مدنيُّونَ أبرياءُ.

ولكنَّ الإنسانَ الذي يتسببُ في الحربِ، بيدِهِ أيضًا إحلالُ السلامِ.

فأَحُثُّ جميعَ الأطرافِ المتحاربةِ في إقليمِنا على اتخاذِ هذا الشهرِ الكريمِ فرصةً لاستحضارِ إنسانيَّتِنَا المشتركةِ. ولتكن مبادئُ البِرِّ والتراحُمِ هي المُوجِّهةَ لأفعالِنا تجاهَ الناسِ جميعِهِم، بغضِّ النظرِ عنِ العِرْقِ أوِ الدِّينِ.

وأحثُّ جميعَ إخوانِي وأخواتِي في الإقليمِ وخارجِهِ على مواصلةِ إعلاءِ قِيَم الكرمِ والسخاءِ التي تتجسَّدُ في شهرِ رمضانَ.

وأما الذين يستقبلون شهرَ رمضانَ هذا العامَ ولا يزالون يواجهون معاناةً لا يتصوَّرُها عقلٌ، فأسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ في هذا الشهرِ الكريمِ أن يَربِطَ على قلوبِهم، وأنْ يُخفِّفَ عنهم.

وأقولُ لهم: ستظلون دائمًا في قلوبِنا، ولن ننساكم في دعائِنا، وسنواصلُ الوقوفَ إلى جانِبِكُم، وإعلاءَ صوتِكم، وبذْلَ كلِّ ما في وسْعِنا لتخفيفِ معاناتِكم.

فلْنحرِصْ عندَ الإفطارِ في هذا الشهرِ على الدعاءِ بإحلالِ السلامِ، وعلى تجديدِ التزامِنا ببناءِ مستقبلٍ يعيشُ فيه الجميعُ بكرامةٍ وأمانٍ.

وعلينا أن نعملَ معًا بلا كللٍ لجَعْلِ عالَمِنا مكانًا تُلبَّى فيه الاحتياجاتُ الصحيةُ الأساسيةُ بلا خوفٍ أو يأسٍ أو ضائقةٍ ماليةٍ، ويأمُلُ فيه كلُّ فردٍ في غدٍ أكثرَ أمنًا وأوفرَ صحةً.

رمضان كريم! أدعو اللهَ أن يكونَ هذا الشهرُ شهرًا للاتحادِ والرحمةِ والتضامنِ، وأن يَعُمَّ فيه السلامُ والبركةُ على الجميعِ.

show more

Share/Embed