كثرة الابتلاء ... هل هو دليل علي انتقام وعقاب من الله ؟ ام دليل علي حب الله للعبد 🌲🌲🌲

 Published On Apr 17, 2024

هل ان الابتلاء سخط وغضب وعقاب؟
لا، الابتلاء ليس بالضرورة سخطًا وغضبًا وعقابًا من الله تعالى. فالله سبحانه وتعالى يبتلي عباده المؤمنين والكافرين على حدٍ سواء، لكن مع اختلاف الحكمة من وراء ذلك الابتلاء.
فبالنسبة للمؤمنين:
قد يكون الابتلاء لرفع الدرجات والرتب عند الله تعالى. فكما يبتلي الله تعالى الصاغة بالنار ليخرج الذهب خالصًا، كذلك يبتلي عباده المؤمنين بالشدائد ليرفع درجاتهم ويُكفّر عنهم الخطايا. فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما أصاب المسلم من همٍّ ولا غمٍّ، ولا نصبٍ ولا وصبٍّ، ولا حزنٍ ولا أذى، إلا كفّر الله به من خطاياه حتى الشوكة يشاكها". (رواه الترمذي)
وقد يكون الابتلاء لتمحيص العبد وتقوية إيمانه. فكما يُمرّج المعدن في النار ليخرج أقوى وأصلب، كذلك يُبتلى المؤمن بالشدائد ليزداد إيمانه ويقوى صبره. فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنّ الله إذا أحبّ عبدًا ابتلاه، فليصبر". (رواه الترمذي)
وقد يكون الابتلاء لتذكير العبد بنعم الله تعالى عليه. فكثيرا ما ينسى الإنسان نعم الله تعالى عليه عند السراء، فينعم عليه بالبلاء ليُذكّره بنعمه ويُشكر الله تعالى عليها. فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يزال البلاء بالعبد المؤمن حتى يتركه لا يرى فيه خطيئة". (رواه الترمذي)
أما بالنسبة للكافرين:
فقد يكون الابتلاء عقابًا لهم على ذنوبهم ومعاصيهم. فالله تعالى يُرسل عليهم الشدائد ليُذيقهم وبال ما اقترفت أيديهم. فعن الله تعالى أنه قال: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ
وقد يكون الابتلاء لفتنة لهم وإضلالهم عن طريق الحق. فالله تعالى يُرسل عليهم الشكوك والضلالات ليُميّز الخبيث من الطيب. فعن الله تعالى أنه قال: وَلَنَبْلُوَنَّهُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَتُبْتَلَى أَعْمَالُكُمْ
وبالتالي، فالابتلاء قد يكون رحمة من الله تعالى لعباده المؤمنين، وقد يكون عذابًا وعقابًا للكافرين.
وأهم ما يجب على المسلم أن يفعله عند ابتلائه:
أن يصبر ويحتسب الأجر عند الله تعالى. فالصبر هو مفتاح النجاة في الدنيا والآخرة. فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الصبر جنة". (رواه الترمذي)
أن يدعو الله تعالى ويُكثر من الاستغفار. فالدعاء هو سلاح المؤمن، والاستغفار يُكفّر الخطايا ويُزيل الهموم.
أن يظنّ بالله تعالى الخير، وأن يعلم أن ما أصابه هو خير له. فالله تعالى لا يُريد بعباده الشرّ، وإنّما يُريد لهم الخير. فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يقدر الله للعبد مؤمنًا خيرًا إلا قضاه، وإن قدر له شرًا فليصبر". (رواه الترمذي)الابتلاءات ليست بالضرورة دليلًا على غضب الله تعالى على العبد. في الواقع، الله يبتلي عباده بالخير والشر، وقد يكون البلاء دليلاً على محبة الله للعبد1. ابتلاء الرضا هو الذي يُقَابَلُ من العبد بالصبر على البلاء؛ لِيَحْصُل العبد على رضا الله ورحمته، وهو علامة لحبِّ الله تعالى له. أما ابتلاء الغضب، فهو الجزع وعدم الرضا بحكم الله تعالى2. في النهاية، الابتلاءات تأتي بحكمة من الله، وقد يكون لرفع درجات العباد وتعظيم الأجور، أو لتكفير السيئات3.
وأخيرًا، فمن المهم أن نعلم أنّ الابتلاء هو قدر من أقدار الله تعالى، ولا ينبغي للمسلم أن يجزع من البلاء، بل عليه أن يصبر ويحتسب الأجر عند الله تعالى. #استجابة_الدعاء #رمضان #يوم_الجمعة #القناة_الرسمية_للشيخ_محمد_ابوسويلم #ليلة_القدر #رمضان_مبارك #رمضان_كريم #رمضان2024 #موائد_رمضان

show more

Share/Embed